موضوع عجبني كثيرا فأردت أن تستفيد منه كل أم
أسس تربوية .. لتنشئة .. جيل مصليّ ..
بعد ان طغت مظاهر المادة على الحياة .. واستبدت الشهوات .. على الجوارح ..
وعربدت الرغبات بأطيافها في النفوس .. عانى أبنائنا من التفريط الشديد في الصلاة ..
والتهاون في أداءها .. وهذا للأسف منبعه الإخفاق .. في التربية الإيمانية .. للأطفال ..
والتركيز على إشباع الحاجات المادية .. والمعنوية .. وتناسي الجوانب الروحيه ..
وتأثيرها البالغ على حياة الطفل ومدى نجاحه .. وتخطيه الأزمات .. وتغلبه على المشاكل ..
للوصول به إلى شط الجنان .. حيث الأمن والآمان ..والحصول على رضا الرحمن ..
أن الصلاة .. وجبة روحية مهمة .. يحتاجها الجسد والروح ..
فلا اقل من تأخذ موضع الصدارة .. في تربيتنا ومهمتنا مع أطفالنا ..
فكما تخافين عليه .. وتقلقين .. عند تدني مستوى تغذيته .. وطعامه ..
خافي عليه .. في تقصيره .. وأهماله لصلاته ..
ومما لا شك فيه .. ان المسئولية العظمي ..لتعليم الصغار الصلاة وتعوديهم عليها ..
تقع على الوالدين .. وخاصةً .. الأم ..فهي .. لصيقة الطفل في خطواته الأولى للحياة ..
وهي بمثابة ..النموذج القدوة .. الذي .. يتعلم منه الطفل كل حركاته وسكناته ..
ان مهمتك كأم حنون .. تخاف أن تضع ولدها في النار تبدأ بتلك اللحظات ..
التي تكونت فيها مضغته .. في جسدك .. فقد أثبت علمياً .. ان الطفل يتأثر ..
بأمه .. وهو جنيناً في رحمها .. فلا شك ان ..
تلاوة القرآن والصلاة للحامل والعبادة .. له بالغ الأثر على جنينها .. ثم عند ولادة الطفل ..
فإن ..أولى الكلمات .. التي .. ترسل إلى سمعه .. وفي أذنه اليمنى .. هي كلمات الأذان وتكبيراته ..
أنها علامات .. الصلاة .. يرتشفها مع أول .. اللمسات .. ويعب منها في أول .. الأحضان ..
فلابد من تعويده على الاستماع .. لتلك الإيمانيات في جو من الراحة والسكون ..
حتى تصبح تلك الرفائق الروحانية .. من المهدئات .. له ..
فقد يسكت من بكائه وهو وليداً .. إذا سمع صوت أذانٍ يرتفع .. أو قرآناً .. يتلى
وفيما يلي ..بعض الأسس التربوية .. التي يجب .. أن تصاحب مراحل عمر الطفل المختلفة ..
أولاً : التقليد والمحاكاة ..
السنوات الثلاث الأولى ..[/b
فالطفل كائن مقلد .. فيبدأ يقلد صلاة أمه وحركاتها .. وهو لم يتجاوز السنة ..
ويجد المتعة في ذلك .. وخصوصاً في حركات الصلاة .. فتعلمه للصلاة يبدأ ..
من أول حركاته .. وبحكم صغر سنه .. يكون الطفل قريباً دوماً من أمه ..
فيستطيع مراقبتها .. في صلواتها وفي الحركات التي تؤديها ..فينشأ تدريجياً ..
شاعراً .. بأهمية .. الصلاة .. مدركاً لحرص أمه عليها ..
مؤدياً لها بالتقليد .. حافظاً .. لحركاتها .. المتوالية والمتتابعة .. بالترتيب ..
فيعي أن السجود يسبقه ركوع .. وان التسليم يتم في نهاية الصلاة ..
وبعده يمكن الإتيان بحركات غير حركات الصلاة ..هذا وهو لم يتجاوز الثلاث سنوات ..
ومن الأمور التي تغرس الصلاة في نفسه الغضة .. مشاهدة الصلاة في التلفاز باستمرار ..
وسماع الآذان .. ومعرفة أشكال المساجد وتميزها بالمئذنة ..
والاطلاع على الصور المختلفة .. للمساجد .. والمآذن .. والكعبة .. وربطها .. بالأذان .. أو التكبير ..
كما يمكن في هذه السنة الصغيرة .. إهدائه .. قصة ..
تمتلئ بالرسوم الكبيرة الملونة .. لمسجد .. او مئذنة .. وطفل يصلي ..
وربطه دوماً بها .. وقصها .. عليه باستمرار ..مشيرة باسمه على الصور ..
مرددة عبارة .. الله أكبر .. الله أكبر .. حتى يرددها الصغير ..
وهكذا .. حتى تصبح الصلاة .. من البديهيات التي يعيها الطفل ..ويدركها .. بخبراته ..
واكتسبها بالمشاهدة .. والتطبيق البسيط .. الغير ملزم ..
وهو في سنواته الأولى .. فتجديه طفلاً مصلياً .. في أي مكان .. وفي كل وقت ..
فما أن يسمع صوت أذان .. أو يرى سجادة صلاة .. مدت .. ألا ويجري .. للسجود عليها
[b]ثانياً : الدعوة .. والإرشاد ..
من الثالثة .. وحتى السادسة ..
دعوة الصغير يومياً ..وفي أوقات الصلاة المفروضة .. للصلاة .. معنا ..
( هيا نصلي ) بشرط .. أن لا يكون الوقت .. وقت طعامه .. أو ذروة لعبه ومرحه .. أو نعاسه ونومه ..
وحثه على القيام .. بتقليد الحركات .. وأداء الصلاة .. حتى لو من دون وعي منه ..
لما يجب ان يقال ويقرأ في الصلاة .. ويكفيه مبدئياً .. أجادته للتكبير ..
كما يحبذ .. التعزيز الإيجابي وتشجيعه ..بأمور حياتيه .. بسيطة ..مثلاً ..
( نلعب لعبة ... معاً .. بعد الصلاة ) .. أو (تتناول حصتك اليومية ..من الحلوى أو الايسكريم .. بعد الصلاة ) ..وهكذا ..
ثم التدرج معه .. كلما كبر قليلاً .. بتعليمه السور القرآنية الصغير ة ..
والأدعية والأذكار ..اليومية .. وتشجيعه .. ومكافأته .. كلما أجاد .. شيئاً من ذلك .. ثم الصلاة إلى جانب والديه مستمعاً لمناجاتهم لله ..
كما ان ..سرد القصص المشوقة .. والمثيرة .. باستمرار ..عن الصلاة ..
وعن الأنبياء .. والصالحين ..وجزائهم .. وعن عاقبة الكفار والمشركين .. ومآلهم ..
يعظم من مكانة الصلاة وفضلها في نفسه ..
يتبع ذلك .. مشاهدة أداء الصلاة عملياً ..في التلفاز .. وبعض برامج الكمبيوتر ... الغنية .. بالصور الملونة ..والأناشيد الممتعة ..
التي .. تعلم الصلاة .. والوضوء .. كما تحتوي على .. ألعاب .. ومسابقات .. وتمارين .. عن كيفية الصلاة والوضوء .. فيتعلم الطفل باللعب ..
ويعي .. الطريقة الصحيحة .. للصلاة .. وخطواتها كاملة وبإدراكٍ تام ..
وتتم في نهاية هذه المرحلة .. ملاحظة طهارته .. وحرصه عليها ..
ثم صلاته .. وتقييمها .. ومكافأته على الإجادة .. وتصويب أخطائه فيها .. وتوجيهه .. للصواب .. وسط جوٍ مفعمٍ بالألفة والود ..
ثالثاً : الأمر .. والإلزام ..
من السابعة وحتى العاشرة ..
إنها المرحلة الحاسمة .. لقد توسعت آفاقه العقلية ..وهو علي استعداد للقيام بالأوامر ..
والفروض التي تملى عليه .. أنه يستوعب المهارات الجديدة ويطبقها بسهولة ..
إنه يحرص علي إرضائك وإرضاء والده ومعلميه .. وهو علي استعداد للقيام بكل ما يطلب منه ..
لكن .. جل ما يحتاجه .. هو الإعجاب بما يقدمه .. ونيلالمدح والثناء والجوائز ..
من محبيه ..فليس عليك سوى الأمر والإلزام .. وتيسير الظروف المناسبة والمساعدة ..
لقيامه بهذه العبادة .. والمكافأة .. والتقدير .. ويا حبذا لو كانت المكافأة متصلة بالصلاة ..
كشراء ثوب جديد جميل للصلاة .. للفتى .. أو غطاء رأس ذا ألوان بديعة للفتاة ..
وقد تجدي ثمار المراحل السابقة .. قد أينعت في ظهورها .. طفلك الغض .. يحب الصلاة .. ويسعى إليها ..
إلا من بعض التكاسل أحياناً .. والرغبة في الاستمتاع بملاذ الحياة الكثيرة ..
وبأدوات اللهو التي انتشرت .. وعم بلاها .. لذا .. لابد من تقنين مسبق .. لتلك الأدوات ..
فلا يترك الحبل على غاربه للطفل .. وتوفر له جميع وسائل اللهو بدون ضبط ورقابة ..
فينغمس فيها .. ويتلهى عن صلاته وأمور أخرى .. فيجب أن تكون أوقاته مقسمة ..
لأنشطة مختلفة .. العبادة للروح .. الرياضة للبدن .. اللهو للنفس..
فلا يطغى لهوه على صلاته .. ولا ينافس وقتها ..
ومازالت القدوة في هذه المرحلة لها نصيبها الكبير .. فالطفل يربى .. بأفعالك .. وليس بتوجيهاتك ..
فإذا أتت التوجيهات مغايرة للأفعال .. أصيب الطفل في نفسه باضطراب .. يمنعه .. من تحديد الصواب ويجعله يتجاهله ..
فلابد أن يكونا الوالدين من المحافظينِ على الصلاة ..المثابرينِ .. على غرسها في قلوب أولادهما .. حتى ينشأ طفلهما مصلياً ..
فالأب.. هو رفيق الابن إلى المسجد .. يضع يده في يد صغيره .. ويذهبا مشياً على الأقدام .. إلى المسجد ..
إذا كان قريباً .. يجعل المسجد وحضور الصلاة متعةٌ .. ينتظرها ابنه ..
فهو ..يلاطفه في الطريق ويعلمه آداب المسجد .. وأذكاره .. ويذكره بالخشوع .. والنوافل ..
يسأله فيما قاله الخطيب وييسر له فهم معانيه .. ويشركه في حلقات التحفيظ في المساجد ..
ويأخذه معه لحضور الدروس .. والمحاضرات الدينية .. يكافأه بعد الصلاة بشراء حلوى يحبها ..
والأم هي وصغيرتها ..تحثها على تقليدها في ارتداء ثياب الصلاة ..والصلاة إلى جانبها ..
وتعلمها .. أحكامها .. وشروطها وواجباتها .. وتتابع حفظها للقرآن الكريم وتكافأها عليها ..
وكل ذلك يتم .. تحت ظلال من المحبة .. والرفق والرحمة ..
رابعاً : المتابعة .. والمراقبة ..
البلوغ .. وما قبله ..لا شك أن النفس الإنسانية .. ضعيفة .. تثيرها الشهوات .. وتتربص بها .. الرغبات ..
وتنازعها الأهواء .. لذا لابد من مراقبة .. ومتابعة أداء .. ابنك ..للصلاة ..
وتقويم أي خلل وتقصير في ذلك .. ولكن عن طريق مصادقته.. وتوجيه التوجيه اللين الغير مباشر ..
لأنها مرحلة قد يتخللها عناد ومقاومة للأوامر والانقياد والرضوخ .. والطاعة ..
وتبرز فيها .. الرغبة في إثبات الذات .. فابنك بدا كراشدٍ مستقل ..امنحيه الثقة ..
وزمام أموره ..وقوي فيه الجوانب الشخصية المختلفة ..
علميه .. دعوة أصدقائه إلى الصلاة .. وصحبتهم ..حتى ينال الحماس والسرور من نفسه ..
تابعي معه ذهابه لحلقات التحفيظ في المسجد ..
حفزيه على المواظبة .. أسبوعياً على الأقل لحضور محاضرة دينية ..
أو اطلبي منه أن يصطحبك إلى المسجد لحضور درس ..
وكذلك الفتاة .. خذيها معك .. إلى بعض المحاضرات الدينية ..
واعتمدي عليها .. في إيقاظكم لصلاة الفجر ..
وأوكلي لها متابعة أخوتها الصغار .. في حفظ القرآن ..
اسمعيها أو اسمعيه .. دعائك له .. ورضائك عليه .. كلما ذهب لصلاة .. أو عاد .. منها ..
أطلبي منه اصطحاب .. أخوته الصغار للمسجد .. أشركيه في رحلات دينية مختلفة ..
كرحلة عمرة .. مع فتيان المسجد .. أو رحلة للمدينة المنورة ..
أو بعض الأنشطة .. التي تقوم بها المساجد ..ويكون أغلب أفرادها من حفظة القرآن ..
اختاري له أو لها .. الصحبة الصالحة .. من الأصدقاء .. الملتزمين المصلين ..
من معارفكم وأقربائكم .. ولكن .. بطريقة .. غير مباشرة .. كأن تكرري .. زيارتهم ..
أو دعوتهم للطعام .. حتى تنشا الألفة بينهم وبين ابنك .. فيحب مصاحبتهم ..
خامساً : المصاحبة .. والمصادقة ..
ما بعد البلوغ ..
ان صغيرك اليوم .. قد أصبح رجلاً يافعاً .. أو امرأة يانعة ..بالغاً ..
عاقلاً .. مكلفاً .. يعي واجباته .. وحقوقه ..
لم تعد مسئوليتك .. تجاه .. سوى..الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
كوني خير صديقة .. ورفيقة .. شاركيه الهموم .. والاهتمامات ..
ابذلي له النصائح والآراء .. واتركي له حرية الاختيار ..
فقد أنشأت .. بذرة طيبة .. وتعهدتِ نبتةً نافعة .. ورعيت شجرةً مثمرة ..
فلابد أن القطاف أوشك على النضوج .. وان الثمر ينع .. وطاب مذاقه ..