الآفة الأولى : الفتور
---
أولا : معناه
الآفة الأولى : الفتور
---
أولا : معناه
لـغــــة:
يطلق الفتور لغة على معنيين :
أ - الانقطاع بعد الاستمرار، أو السكون بعد الحركة.
ب - الكسل، أو التراخي، أو التباطؤ بعد النشاط والجد.
جاء في لسان العرب: " وفتر الشيء، والحرُّ، وفلان يفتر ويفتر فتورا، وفتارا: سكن بعد حدة، ولان بعد شدة " . (1)
الآفة الأولى : الفتور
---
أولا : معناه
لـغــــة:
يطلق الفتور لغة على معنيين :
أ - الانقطاع بعد الاستمرار، أو السكون بعد الحركة.
ب - الكسل، أو التراخي، أو التباطؤ بعد النشاط والجد.
جاء في لسان العرب: " وفتر الشيء، والحرُّ، وفلان يفتر ويفتر فتورا، وفتارا: سكن بعد حدة، ولان بعد شدة " . (1)
اصطلاحا :
أما في الاصطلاح : فهو داء يمكن أن يصيب بعض العاملين، بل قد يصيبهم بالفعل، أدناه : الكسل، أو التراخي، أو التباطؤ، وأعلاه : الانقطاع أو السكون بعد النشاط الدائب، والحركة المستمرة. قال تعالى عن الملائكة : {وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون}(الأنبياء 19 - 20) أي: " أنهم في عبادة دائمة ينـزهون الله عما لا يليق به، ويصلون، ويذكرون الله ليل نهار، لا يضعفون ولا يسأمون" . (2)
الآفة الأولى : الفتور
---
أولا : معناه
لـغــــة:
يطلق الفتور لغة على معنيين :
أ - الانقطاع بعد الاستمرار، أو السكون بعد الحركة.
ب - الكسل، أو التراخي، أو التباطؤ بعد النشاط والجد.
جاء في لسان العرب: " وفتر الشيء، والحرُّ، وفلان يفتر ويفتر فتورا، وفتارا: سكن بعد حدة، ولان بعد شدة " . (1)
اصطلاحا :
أما في الاصطلاح : فهو داء يمكن أن يصيب بعض العاملين، بل قد يصيبهم بالفعل، أدناه : الكسل، أو التراخي، أو التباطؤ، وأعلاه : الانقطاع أو السكون بعد النشاط الدائب، والحركة المستمرة. قال تعالى عن الملائكة : {وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون}(الأنبياء 19 - 20) أي: " أنهم في عبادة دائمة ينـزهون الله عما لا يليق به، ويصلون، ويذكرون الله ليل نهار، لا يضعفون ولا يسأمون" . (2)
ثانيا : أسبابه
ويمكن أن يدخل الفتور إلى النفس بسبب من الأسباب التالية :
1 - الغلو والتشدد في الدين :
بالانهماك في الطاعات، وحرمان البدن حقه من الراحة والطيبات، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى الضعف أو السأم والملل، وبالتالي : الانقطاع، والترك، بل ربما أدى إلى سلوك طريق أخرى عكس الطريق التي كان عليها، فينتقل العامل من الإفراط إلى التفريط، ومن التشدد إلى
الآفة الأولى : الفتور
---
أولا : معناه
لـغــــة:
يطلق الفتور لغة على معنيين :
أ - الانقطاع بعد الاستمرار، أو السكون بعد الحركة.
ب - الكسل، أو التراخي، أو التباطؤ بعد النشاط والجد.
جاء في لسان العرب: " وفتر الشيء، والحرُّ، وفلان يفتر ويفتر فتورا، وفتارا: سكن بعد حدة، ولان بعد شدة " . (1)
اصطلاحا :
أما في الاصطلاح : فهو داء يمكن أن يصيب بعض العاملين، بل قد يصيبهم بالفعل، أدناه : الكسل، أو التراخي، أو التباطؤ، وأعلاه : الانقطاع أو السكون بعد النشاط الدائب، والحركة المستمرة. قال تعالى عن الملائكة : {وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون}(الأنبياء 19 - 20) أي: " أنهم في عبادة دائمة ينـزهون الله عما لا يليق به، ويصلون، ويذكرون الله ليل نهار، لا يضعفون ولا يسأمون" . (2)
ثانيا : أسبابه
ويمكن أن يدخل الفتور إلى النفس بسبب من الأسباب التالية :
1 - الغلو والتشدد في الدين :
بالانهماك في الطاعات، وحرمان البدن حقه من الراحة والطيبات، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى الضعف أو السأم والملل، وبالتالي : الانقطاع، والترك، بل ربما أدى إلى سلوك طريق أخرى عكس الطريق التي كان عليها، فينتقل العامل من الإفراط إلى التفريط، ومن التشدد إلى التسيب، وهذا أمر بديهي، إذ للإنسان طاقة محدودة، فماذا تجاوزها اعتراه الفتور، فيكسل أو ينقطع. ولعل ذلك هو السر في تحذير الإسلام الشديد، ونهيه الصريح عن الغلو، والتنطع، والتشديد، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين " ، (3) "هلك المتنطعون" قالها ثلاثا ، (4) يعني: المتعمقين المجاوزين الحدود في أقوالهم، وأفعالهم، "لا تشددوا على أنفسكم، فيشدد عليكم، فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد عليهم، فتلك بقاياهم في الصّوامع، والديارات - رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم" ، (5) "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحدُُ إلا غلبه..." . (6)
وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم في السر، فلما أخبروا كأنهم تقالّوها، وقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدا، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم. فقال: " أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" . (7)
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها، وعندها امرأة، فقال: " من هذه؟" قالت: هذه فلانة تذكر من صلاتها، قال: " مه عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين ما داوم صاحبه عليه" ، (
"اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل" . (9)
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كانت مولاة للنبي صلى الله عليه وسلم تصوم النهار، وتقوم الليل، فقيل له : إنها تصوم النهار، وتقوم الليل فقال صلى الله عليه وسلم: " إن لكل عمل شرة والشرة إلى فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل " . (10)
2 - السّرف ومجاوزة الحد في تعاطي المباحات:
فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى السمنة وضخامة البدن، وسيطرة الشهوات، وبالتالي التثاقل، والكسل، والتراخي، إن لم يكن الانقطاع، والقعود، ولعل ذلك هو السر في نهي الله ورسوله، وتحذيرهما من السرف. قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحبُّ المسرفين}(الأعراف ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه ...." . (11)
وقد أدرك سلف الأمة ما يصنعه السّرف والتوسع في المباحات بصاحبه فحذروا منه، إذ تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: " أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيها الشبع، فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم، فضعفت قلوبهم، وجمحت شهواتهم " . (12)
وإذ يقول عمر رضي الله تعالى عنه: " إياكم والبطنة في الطعام والشراب، فإنها مفسدة للجسد، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما ؟ فانه أصلح للجسد، وأبعد من السرف، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين، وإنّ الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه " . (13)
وإذ يقول أبو سليمان الداراني : " من شبع دخل عليه ست آفات : فقد حلاوة المناجاة، وتعذر حفظ الحكمة، وحرمان الشفقة على الخلق؟ لأنه إذا شبع ظن أن الخلق كلهم شباع - وثقل العبادة، وزيادة الشهوات، وأن سائر المؤمنين يدورون حول المساجد، والشّباع يدورون حول المزابل " . (14)