ذلك أن الطريق طويلة الأبعاد، متعددة المراحل، كثيرة العقبات، في حاجة إلى تجديد، فإذا سارها المسلم مع الجماعة، وجد نفسه دوما متجدد النشاط، قوي الإرادة، صادق العزيمة، أما إذا شذ عن الجماعة وفارقها، فإنه سيفقد من يجدد نشاطه، ويقوي إرادته، ويحرك همته، ويذكره بربه فيسأم ويمل، وبالتالي يتراخى ويتباطأ، إن لم ينقطع ويقعد .
ولعل هذا بعض السر في حرص الإسلام وتأكيده وتشديده على الجماعة، وتحذيره من مفارقتها، والشذوذ عنها، إذ يقول الله تعالى :{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103).
{وتعاونوا على البز والتَّقْوَى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (المائدة: 2).
- مفارقة الجماعة، وإيثار حياة العزلة والتفرد
ذلك أن الطريق طويلة الأبعاد، متعددة المراحل، كثيرة العقبات، في حاجة إلى تجديد، فإذا سارها المسلم مع الجماعة، وجد نفسه دوما متجدد النشاط، قوي الإرادة، صادق العزيمة، أما إذا شذ عن الجماعة وفارقها، فإنه سيفقد من يجدد نشاطه، ويقوي إرادته، ويحرك همته، ويذكره بربه فيسأم ويمل، وبالتالي يتراخى ويتباطأ، إن لم ينقطع ويقعد .
ولعل هذا بعض السر في حرص الإسلام وتأكيده وتشديده على الجماعة، وتحذيره من مفارقتها، والشذوذ عنها، إذ يقول الله تعالى :{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103).
{وتعاونوا على البز والتَّقْوَى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (المائدة: 2).
{وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} ( الأنفال: 46 ).
{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} (آل عمران: 105).
وإذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ... عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" . (15)
"من فارق الجماعة شبرا، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه " . (16)
"وآمركم بالسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد، والجماعة، فإن من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا كانت ميتته ميتة جاهلية" . (17)
- مفارقة الجماعة، وإيثار حياة العزلة والتفرد
ذلك أن الطريق طويلة الأبعاد، متعددة المراحل، كثيرة العقبات، في حاجة إلى تجديد، فإذا سارها المسلم مع الجماعة، وجد نفسه دوما متجدد النشاط، قوي الإرادة، صادق العزيمة، أما إذا شذ عن الجماعة وفارقها، فإنه سيفقد من يجدد نشاطه، ويقوي إرادته، ويحرك همته، ويذكره بربه فيسأم ويمل، وبالتالي يتراخى ويتباطأ، إن لم ينقطع ويقعد .
ولعل هذا بعض السر في حرص الإسلام وتأكيده وتشديده على الجماعة، وتحذيره من مفارقتها، والشذوذ عنها، إذ يقول الله تعالى :{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103).
{وتعاونوا على البز والتَّقْوَى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (المائدة: 2).
{وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} ( الأنفال: 46 ).
{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} (آل عمران: 105).
وإذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ... عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" . (15)
"من فارق الجماعة شبرا، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه " . (16)
"وآمركم بالسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد، والجماعة، فإن من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا كانت ميتته ميتة جاهلية" . (17)
"المؤمن الذي يخالــط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" . (18)
وقد أدرك سلف الأمة ذلك، فلزموا الجماعة، ورغبوا فيها، وأكدوا عليها،يقول علي رضي الله تعالى عنه: " كدر الجماعة خير من صفو الفرد". ويقول عبد الله بن المبارك:
- مفارقة الجماعة، وإيثار حياة العزلة والتفرد
ذلك أن الطريق طويلة الأبعاد، متعددة المراحل، كثيرة العقبات، في حاجة إلى تجديد، فإذا سارها المسلم مع الجماعة، وجد نفسه دوما متجدد النشاط، قوي الإرادة، صادق العزيمة، أما إذا شذ عن الجماعة وفارقها، فإنه سيفقد من يجدد نشاطه، ويقوي إرادته، ويحرك همته، ويذكره بربه فيسأم ويمل، وبالتالي يتراخى ويتباطأ، إن لم ينقطع ويقعد .
ولعل هذا بعض السر في حرص الإسلام وتأكيده وتشديده على الجماعة، وتحذيره من مفارقتها، والشذوذ عنها، إذ يقول الله تعالى :{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103).
{وتعاونوا على البز والتَّقْوَى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (المائدة: 2).
{وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} ( الأنفال: 46 ).
{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} (آل عمران: 105).
وإذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ... عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" . (15)
"من فارق الجماعة شبرا، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه " . (16)
"وآمركم بالسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد، والجماعة، فإن من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا كانت ميتته ميتة جاهلية" . (17)
"المؤمن الذي يخالــط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" . (18)
وقد أدرك سلف الأمة ذلك، فلزموا الجماعة، ورغبوا فيها، وأكدوا عليها،يقول علي رضي الله تعالى عنه: " كدر الجماعة خير من صفو الفرد". ويقول عبد الله بن المبارك:
لولا الجماعة ما كانت لنا سبل ولكان أضعفنا نهبا لأقوانا
4 - قلة تذكر الموت والدار الآخرة
فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى فتور الإرادة، وضعف العزيمة، وبطء النشاط والحركة، بل قد يؤدي إلى الوقوف والانقطاع. ولعلنا - في ضوء هذا - نفهم الحكمة من أمره صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور بعد النهي والتحذير، إذ يقول: " إني نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإن فيها عبرة" ، (19) وفي رواية: "كنت نهيتكم عن زيارة
كما نفهم الحكمة من حضه صلى الله عليه وسلم على تذكر الموت، وانتهاء الأجل إذ يقول: "أيها الناس، استحيوا من الله حق الحياء، فقال رجل: يا رسول الله، إنا لنستحي من الله تعالى، فقال: "من كان منكم مستحييا فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ البطن وما حوى، والرأس وما وعى، وليذكر الموت والبلى، وليترك زينة الدنيا" . (21)
- مفارقة الجماعة، وإيثار حياة العزلة والتفرد
ذلك أن الطريق طويلة الأبعاد، متعددة المراحل، كثيرة العقبات، في حاجة إلى تجديد، فإذا سارها المسلم مع الجماعة، وجد نفسه دوما متجدد النشاط، قوي الإرادة، صادق العزيمة، أما إذا شذ عن الجماعة وفارقها، فإنه سيفقد من يجدد نشاطه، ويقوي إرادته، ويحرك همته، ويذكره بربه فيسأم ويمل، وبالتالي يتراخى ويتباطأ، إن لم ينقطع ويقعد .
ولعل هذا بعض السر في حرص الإسلام وتأكيده وتشديده على الجماعة، وتحذيره من مفارقتها، والشذوذ عنها، إذ يقول الله تعالى :{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103).
{وتعاونوا على البز والتَّقْوَى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (المائدة: 2).
{وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} ( الأنفال: 46 ).
{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} (آل عمران: 105).
وإذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ... عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" . (15)
"من فارق الجماعة شبرا، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه " . (16)
"وآمركم بالسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد، والجماعة، فإن من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا كانت ميتته ميتة جاهلية" . (17)
"المؤمن الذي يخالــط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" . (18)
وقد أدرك سلف الأمة ذلك، فلزموا الجماعة، ورغبوا فيها، وأكدوا عليها،يقول علي رضي الله تعالى عنه: " كدر الجماعة خير من صفو الفرد". ويقول عبد الله بن المبارك:
لولا الجماعة ما كانت لنا سبل ولكان أضعفنا نهبا لأقوانا
4 - قلة تذكر الموت والدار الآخرة
فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى فتور الإرادة، وضعف العزيمة، وبطء النشاط والحركة، بل قد يؤدي إلى الوقوف والانقطاع. ولعلنا - في ضوء هذا - نفهم الحكمة من أمره صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور بعد النهي والتحذير، إذ يقول: " إني نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإن فيها عبرة" ، (19) وفي رواية: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور فإنها تزهِّد في الدنيا، وتذكر الآخرة" . (20)
كما نفهم الحكمة من حضه صلى الله عليه وسلم على تذكر الموت، وانتهاء الأجل إذ يقول: "أيها الناس، استحيوا من الله حق الحياء، فقال رجل: يا رسول الله، إنا لنستحي من الله تعالى، فقال: "من كان منكم مستحييا فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ البطن وما حوى، والرأس وما وعى، وليذكر الموت والبلى، وليترك زينة الدنيا" . (21)
5 - التقصير في عمل اليوم والليلة
مثل النوم عن الصلاة المكتوبة بسبب السمر الذي لا مبرر له بعد العشاء، ومثل إهمال بعض النوافل الراتبة، وترك قيام الليل، أو صلاة الضحى، أو تلاوة القرآن، أو الذكر أو الدعاء، أو الاستغفار، أو التخلف عن الذهاب إلى المسجد، أو عدم حضور الجماعة بدون عذر، فكل ذلك وأمثاله - مفارقة الجماعة، وإيثار حياة العزلة والتفرد
ذلك أن الطريق طويلة الأبعاد، متعددة المراحل، كثيرة العقبات، في حاجة إلى تجديد، فإذا سارها المسلم مع الجماعة، وجد نفسه دوما متجدد النشاط، قوي الإرادة، صادق العزيمة، أما إذا شذ عن الجماعة وفارقها، فإنه سيفقد من يجدد نشاطه، ويقوي إرادته، ويحرك همته، ويذكره بربه فيسأم ويمل، وبالتالي يتراخى ويتباطأ، إن لم ينقطع ويقعد .
ولعل هذا بعض السر في حرص الإسلام وتأكيده وتشديده على الجماعة، وتحذيره من مفارقتها، والشذوذ عنها، إذ يقول الله تعالى :{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103).
{وتعاونوا على البز والتَّقْوَى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (المائدة: 2).
{وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} ( الأنفال: 46 ).
{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} (آل عمران: 105).
وإذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ... عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" . (15)
"من فارق الجماعة شبرا، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه " . (16)
"وآمركم بالسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد، والجماعة، فإن من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا كانت ميتته ميتة جاهلية" . (17)
"المؤمن الذي يخالــط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" . (18)
وقد أدرك سلف الأمة ذلك، فلزموا الجماعة، ورغبوا فيها، وأكدوا عليها،يقول علي رضي الله تعالى عنه: " كدر الجماعة خير من صفو الفرد". ويقول عبد الله بن المبارك:
لولا الجماعة ما كانت لنا سبل ولكان أضعفنا نهبا لأقوانا
4 - قلة تذكر الموت والدار الآخرة
فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى فتور الإرادة، وضعف العزيمة، وبطء النشاط والحركة، بل قد يؤدي إلى الوقوف والانقطاع. ولعلنا - في ضوء هذا - نفهم الحكمة من أمره صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور بعد النهي والتحذير، إذ يقول: " إني نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإن فيها عبرة" ، (19) وفي رواية: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور فإنها تزهِّد في الدنيا، وتذكر الآخرة" . (20)
كما نفهم الحكمة من حضه صلى الله عليه وسلم على تذكر الموت، وانتهاء الأجل إذ يقول: "أيها الناس، استحيوا من الله حق الحياء، فقال رجل: يا رسول الله، إنا لنستحي من الله تعالى، فقال: "من كان منكم مستحييا فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ البطن وما حوى، والرأس وما وعى، وليذكر الموت والبلى، وليترك زينة الدنيا" . (21)
5 - التقصير في عمل اليوم والليلة
مثل النوم عن الصلاة المكتوبة بسبب السمر الذي لا مبرر له بعد العشاء، ومثل إهمال بعض النوافل الراتبة، وترك قيام الليل، أو صلاة الضحى، أو تلاوة القرآن، أو الذكر أو الدعاء، أو الاستغفار، أو التخلف عن الذهاب إلى المسجد، أو عدم حضور الجماعة بدون عذر، فكل ذلك وأمثاله له عقوبات، وأدنى هذه العقوبات : الفتور بأن يكسل ويتثاقل أو ينقطع ويتوقف. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه إلى شيء من هذا، إذ يقول: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد: يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، وإن توضأ انحلت - مفارقة الجماعة، وإيثار حياة العزلة والتفرد
ذلك أن الطريق طويلة الأبعاد، متعددة المراحل، كثيرة العقبات، في حاجة إلى تجديد، فإذا سارها المسلم مع الجماعة، وجد نفسه دوما متجدد النشاط، قوي الإرادة، صادق العزيمة، أما إذا شذ عن الجماعة وفارقها، فإنه سيفقد من يجدد نشاطه، ويقوي إرادته، ويحرك همته، ويذكره بربه فيسأم ويمل، وبالتالي يتراخى ويتباطأ، إن لم ينقطع ويقعد .
ولعل هذا بعض السر في حرص الإسلام وتأكيده وتشديده على الجماعة، وتحذيره من مفارقتها، والشذوذ عنها، إذ يقول الله تعالى :{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103).
{وتعاونوا على البز والتَّقْوَى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (المائدة: 2).
{وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} ( الأنفال: 46 ).
{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} (آل عمران: 105).
وإذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ... عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" . (15)
"من فارق الجماعة شبرا، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه " . (16)
"وآمركم بالسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد، والجماعة، فإن من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا كانت ميتته ميتة جاهلية" . (17)
"المؤمن الذي يخالــط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" . (18)
وقد أدرك سلف الأمة ذلك، فلزموا الجماعة، ورغبوا فيها، وأكدوا عليها،يقول علي رضي الله تعالى عنه: " كدر الجماعة خير من صفو الفرد". ويقول عبد الله بن المبارك:
لولا الجماعة ما كانت لنا سبل ولكان أضعفنا نهبا لأقوانا
4 - قلة تذكر الموت والدار الآخرة
فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى فتور الإرادة، وضعف العزيمة، وبطء النشاط والحركة، بل قد يؤدي إلى الوقوف والانقطاع. ولعلنا - في ضوء هذا - نفهم الحكمة من أمره صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور بعد النهي والتحذير، إذ يقول: " إني نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإن فيها عبرة" ، (19) وفي رواية: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور فإنها تزهِّد في الدنيا، وتذكر الآخرة" . (20)
كما نفهم الحكمة من حضه صلى الله عليه وسلم على تذكر الموت، وانتهاء الأجل إذ يقول: "أيها الناس، استحيوا من الله حق الحياء، فقال رجل: يا رسول الله، إنا لنستحي من الله تعالى، فقال: "من كان منكم مستحييا فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ البطن وما حوى، والرأس وما وعى، وليذكر الموت والبلى، وليترك زينة الدنيا" . (21)
5 - التقصير في عمل اليوم والليلة
مثل النوم عن الصلاة المكتوبة بسبب السمر الذي لا مبرر له بعد العشاء، ومثل إهمال بعض النوافل الراتبة، وترك قيام الليل، أو صلاة الضحى، أو تلاوة القرآن، أو الذكر أو الدعاء، أو الاستغفار، أو التخلف عن الذهاب إلى المسجد، أو عدم حضور الجماعة بدون عذر، فكل ذلك وأمثاله له عقوبات، وأدنى هذه العقوبات : الفتور بأن يكسل ويتثاقل أو ينقطع ويتوقف. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه إلى شيء من هذا، إذ يقول: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد: يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، وإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" . (22)
6 - دخول جوفه شيء محرّم أو به شبهة
إما بسبب تقصيره وعدم إتقانه للعمل اليومي الذي يتعيش منه، وإما بسبب تعامله فيما نسميه شبهة، وإما بسبب غير ذلك، فمثل هذا يعاقب من سيده ومولاه. وأدنى عقاب في الدنيا : أن يفتر فيقعد ويرقد عن الطاعات، أو على الأقل يكسل ويتثاقل فلا يجد للقيام لذة، ولا للمناجاة حلاوة. ولعل هذا هو سر دعوة الإسلام إلى أكل الحلال وتحريه، والابتعاد عن الحرام، وما كانت به أدنى شبهة، إذ يقول الله عز وجل: {يا أيُّها النّاس كلوا مما في الأرض حلالا طيّبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوُُّ مُبين} ( البقرة: 168).
{فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمت الله إن كنتم إيَّاه تعبدون} ( النحل:114).
{يا أيّها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم}عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" . (22- مفارقة الجماعة، وإيثار حياة العزلة والتفرد
ذلك أن الطريق طويلة الأبعاد، متعددة المراحل، كثيرة العقبات، في حاجة إلى تجديد، فإذا سارها المسلم مع الجماعة، وجد نفسه دوما متجدد النشاط، قوي الإرادة، صادق العزيمة، أما إذا شذ عن الجماعة وفارقها، فإنه سيفقد من يجدد نشاطه، ويقوي إرادته، ويحرك همته، ويذكره بربه فيسأم ويمل، وبالتالي يتراخى ويتباطأ، إن لم ينقطع ويقعد .
ولعل هذا بعض السر في حرص الإسلام وتأكيده وتشديده على الجماعة، وتحذيره من مفارقتها، والشذوذ عنها، إذ يقول الله تعالى :{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103).
{وتعاونوا على البز والتَّقْوَى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (المائدة: 2).
{وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} ( الأنفال: 46 ).
{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} (آل عمران: 105).
وإذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ... عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" . (15)
"من فارق الجماعة شبرا، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه " . (16)
"وآمركم بالسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد، والجماعة، فإن من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا كانت ميتته ميتة جاهلية" . (17)
"المؤمن الذي يخالــط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" . (18)
وقد أدرك سلف الأمة ذلك، فلزموا الجماعة، ورغبوا فيها، وأكدوا عليها،يقول علي رضي الله تعالى عنه: " كدر الجماعة خير من صفو الفرد". ويقول عبد الله بن المبارك:
لولا الجماعة ما كانت لنا سبل ولكان أضعفنا نهبا لأقوانا
4 - قلة تذكر الموت والدار الآخرة
فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى فتور الإرادة، وضعف العزيمة، وبطء النشاط والحركة، بل قد يؤدي إلى الوقوف والانقطاع. ولعلنا - في ضوء هذا - نفهم الحكمة من أمره صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور بعد النهي والتحذير، إذ يقول: " إني نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإن فيها عبرة" ، (19) وفي رواية: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور فإنها تزهِّد في الدنيا، وتذكر الآخرة" . (20)
كما نفهم الحكمة من حضه صلى الله عليه وسلم على تذكر الموت، وانتهاء الأجل إذ يقول: "أيها الناس، استحيوا من الله حق الحياء، فقال رجل: يا رسول الله، إنا لنستحي من الله تعالى، فقال: "من كان منكم مستحييا فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ البطن وما حوى، والرأس وما وعى، وليذكر الموت والبلى، وليترك زينة الدنيا" . (21)
5 - التقصير في عمل اليوم والليلة
مثل النوم عن الصلاة المكتوبة بسبب السمر الذي لا مبرر له بعد العشاء، ومثل إهمال بعض النوافل الراتبة، وترك قيام الليل، أو صلاة الضحى، أو تلاوة القرآن، أو الذكر أو الدعاء، أو الاستغفار، أو التخلف عن الذهاب إلى المسجد، أو عدم حضور الجماعة بدون عذر، فكل ذلك وأمثاله له عقوبات، وأدنى هذه العقوبات : الفتور بأن يكسل ويتثاقل أو ينقطع ويتوقف. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه إلى شيء من هذا، إذ يقول: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد: يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، وإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" . (22)
6 - دخول جوفه شيء محرّم أو به شبهة
إما بسبب تقصيره وعدم إتقانه للعمل اليومي الذي يتعيش منه، وإما بسبب تعامله فيما نسميه شبهة، وإما بسبب غير ذلك، فمثل هذا يعاقب من سيده ومولاه. وأدنى عقاب في الدنيا : أن يفتر فيقعد ويرقد عن الطاعات، أو على الأقل يكسل ويتثاقل فلا يجد للقيام لذة، ولا للمناجاة حلاوة. ولعل هذا هو سر دعوة الإسلام إلى أكل الحلال وتحريه، والابتعاد عن الحرام، وما كانت به أدنى شبهة، إذ يقول الله عز وجل: {يا أيُّها النّاس كلوا مما في الأرض حلالا طيّبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوُُّ مُبين} ( البقرة: 168).
{فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمت الله إن كنتم إيَّاه تعبدون} ( النحل:114).
{يا أيّها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم} (المؤمنون:51).
وإذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل جسد نبت من سحت - أي من حرام - فالنار أولى به" . (23)
"الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهة، فمن ترك ما يشتبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم، أوشك أن يواقع ما استبان، والمعاصي حمى الله، من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه " . (24)
"دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " . (25)
ويربي النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عمليا على ذلك حين يجد تمرة في الطريق ويرفض أكلها قائلا: "لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها" . (26)
- مفارقة الجماعة، وإيثار حياة العزلة والتفرد
ذلك أن الطريق طويلة الأبعاد، متعددة المراحل، كثيرة العقبات، في حاجة إلى تجديد، فإذا سارها المسلم مع الجماعة، وجد نفسه دوما متجدد النشاط، قوي الإرادة، صادق العزيمة، أما إذا شذ عن الجماعة وفارقها، فإنه سيفقد من يجدد نشاطه، ويقوي إرادته، ويحرك همته، ويذكره بربه فيسأم ويمل، وبالتالي يتراخى ويتباطأ، إن لم ينقطع ويقعد .
ولعل هذا بعض السر في حرص الإسلام وتأكيده وتشديده على الجماعة، وتحذيره من مفارقتها، والشذوذ عنها، إذ يقول الله تعالى :{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103).
{وتعاونوا على البز والتَّقْوَى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (المائدة: 2).
{وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} ( الأنفال: 46 ).
{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} (آل عمران: 105).
وإذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ... عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" . (15)
"من فارق الجماعة شبرا، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه " . (16)
"وآمركم بالسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد، والجماعة، فإن من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا كانت ميتته ميتة جاهلية" . (17)
"المؤمن الذي يخالــط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" . (18)
وقد أدرك سلف الأمة ذلك، فلزموا الجماعة، ورغبوا فيها، وأكدوا عليها،يقول علي رضي الله تعالى عنه: " كدر الجماعة خير من صفو الفرد". ويقول عبد الله بن المبارك:
لولا الجماعة ما كانت لنا سبل ولكان أضعفنا نهبا لأقوانا
4 - قلة تذكر الموت والدار الآخرة
فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى فتور الإرادة، وضعف العزيمة، وبطء النشاط والحركة، بل قد يؤدي إلى الوقوف والانقطاع. ولعلنا - في ضوء هذا - نفهم الحكمة من أمره صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور بعد النهي والتحذير، إذ يقول: " إني نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإن فيها عبرة" ، (19) وفي رواية: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور فإنها تزهِّد في الدنيا، وتذكر الآخرة" . (20)
كما نفهم الحكمة من حضه صلى الله عليه وسلم على تذكر الموت، وانتهاء الأجل إذ يقول: "أيها الناس، استحيوا من الله حق الحياء، فقال رجل: يا رسول الله، إنا لنستحي من الله تعالى، فقال: "من كان منكم مستحييا فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ البطن وما حوى، والرأس وما وعى، وليذكر الموت والبلى، وليترك زينة الدنيا" . (21)
5 - التقصير في عمل اليوم والليلة
مثل النوم عن الصلاة المكتوبة بسبب السمر الذي لا مبرر له بعد العشاء، ومثل إهمال بعض النوافل الراتبة، وترك قيام الليل، أو صلاة الضحى، أو تلاوة القرآن، أو الذكر أو الدعاء، أو الاستغفار، أو التخلف عن الذهاب إلى المسجد، أو عدم حضور الجماعة بدون عذر، فكل ذلك وأمثاله له عقوبات، وأدنى هذه العقوبات : الفتور بأن يكسل ويتثاقل أو ينقطع ويتوقف. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه إلى شيء من هذا، إذ يقول: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد: يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، وإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" . (22)
6 - دخول جوفه شيء محرّم أو به شبهة
إما بسبب تقصيره وعدم إتقانه للعمل اليومي الذي يتعيش منه، وإما بسبب تعامله فيما نسميه شبهة، وإما بسبب غير ذلك، فمثل هذا يعاقب من سيده ومولاه. وأدنى عقاب في الدنيا : أن يفتر فيقعد ويرقد عن الطاعات، أو على الأقل يكسل ويتثاقل فلا يجد للقيام لذة، ولا للمناجاة حلاوة. ولعل هذا هو سر دعوة الإسلام إلى أكل الحلال وتحريه، والابتعاد عن الحرام، وما كانت به أدنى شبهة، إذ يقول الله عز وجل: {يا أيُّها النّاس كلوا مما في الأرض حلالا طيّبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوُُّ مُبين} ( البقرة: 168).
{فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمت الله إن كنتم إيَّاه تعبدون} ( النحل:114).
{يا أيّها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم} (المؤمنون:51).
وإذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل جسد نبت من سحت - أي من حرام - فالنار أولى به" . (23)
"الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهة، فمن ترك ما يشتبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم، أوشك أن يواقع ما استبان، والمعاصي حمى الله، من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه " . (24)
"دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " . (25)
ويربي النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عمليا على ذلك حين يجد تمرة في الطريق ويرفض أكلها قائلا: "لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها" . (26)
وعلى هذا المنهج سار سلف الأمة، فكانوا يفتشون، ويتحرون عن كل ما يتعلق بحياتهم من الطعام، والشراب، واللباس، والمركب... إلخ، وإذا وجدوا شيئا شابته شائبة أو أدنى شبهة اجتنبوه، مخافة أن يجرهم إلى الحرام، فتفسد قلوبهم، فيحرموا العمل، أو يحرموا قبوله.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء، فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده، فقاء كل شيء في بطنه" . (27) [/ali
--------------------------------------------------------------------------------
7 - اقتصار العامل على جانب واحد من جوانب الدين
كأن يجعل همه العقيدة فحسب، ملغيا كل شيء غيرها من حسابه، أو يجعل همه الشعائر التعبدية، تاركا كل ما سواها، أو يقتصر على فعل الخيرات ورعاية الآداب الاجتماعية، غاضا الطرف عما عداها، فكل هؤلاء وأمثالهم تأتي عليهم أوقات يصابون فيها لا محالة بالفتور. وهذا أمر بدهي؟ نظرا لأن دين الله موضوع لاستيعاب الحياة كلها، فإذا اقتصر واحد من الناس على بعضه فكأنما أراد أن يحيا بعض الحياة، لا كل الحياة، ثم إذا بلغ الذروة في هذا البعض يتساءل: وماذا بعد؟ فلا يجد جوابا سوى الفتور إما بالعجز وإمَّا بالكسل.
ولعل ذلك هو أحد أسرار الدعوة إلى أخذ منهج الله كلا بلا تبعيض ولا تجزيء:
{يا أيّها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوُُّ مبين} (البقرة: 208)، أي اعملوا بجميع شعب الإيمان، وشرائع الإسلام، ولا تسيروا خلف الشيطان، لما يكنه لكم من العداوة والبغضاء، فيصرفكم عن منهج الله بالكلية، أو عن بعضه، فتفتروا، وتضيعوا..
8 - الغفلة عن سنن الله في الكون والحياة
فإننا نرى صنفا من العاملين لدين الله يريد أن يغير المجتمع كله -أفكاره، ومشاعره، وتقاليده، وأخلاقه، وأنظمته: الاجتماعية، والسياسة، والاقتصادية - في يوم وليلة، بأساليب ووسائل هي إلى الوهم والخيال أقرب منها إلى الحقيقة والواقع، مع شجاعة وجرأة، وفدائية، لا تستكثر تضحية وإن غلت، ولا تعبأ بالموت سعت إليه أو سعى إليها، ولا تهتم بالنتائج أيا كانت، ما دامت نيتها لله، ومادام هدفها إعلاء كلمة الله، غير واضعين في حسابهم سنن الله في الكون والحياة: من ضرورة التدرج في العمل، ومن أن الغلبة إنما تكون للأتقى، فإذا لم يكن فللأقوى، ومن أن لكل شيء أجلا مسمى لا يقدم ولا يؤخر... إلخ، فإذا ما نزلوا إلى أرض الواقع، وكان غير ما أملوا وما أرادوا وما عملوا، فتروا عن العمل: إما بالكسل والتواني والتراخي، وإما بالقعود والانسلاخ والترك.
9 - التقصير في حق البدن بسبب ضخامة الأعباء وكثرة الواجبات، وقلة العاملين
ذلك أننا نجد بعض العاملين ينفقون كل ما يملكون من جهد ووقت وطاقة في سبيل خدمة هذا الدين، ضانين على أنفسهم بقليل من الراحة والترويح، فهؤلاء وأمثالهم، وإن كانوا معذورين بسبب ضخامة الأعباء، وكثرة الواجبات وقلة العاملين، إلا أنه تأتي عليهم أوقات يفترون عن العمل لا محالة. ولعل هذا هو سر تأكيده صلى الله عليه وسلم على حق البدن، مهما تكن الأعذار والمبررات إذ يقول: "إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه" ، (28)